يُعتبر شارع الأعشى واحداً من أبرز المعالم في مدينة الرياض، وتحديداً في حي منفوحة، حيث يحتضن هذا الشارع الكثير من التاريخ والثقافة.
ويُعرف شارع الأعشى بكونه حلقة وصل بين الماضي والحاضر، حيث يضم مجموعة من المعالم التاريخية والاجتماعية التي تعكس هوية المدينة.
وأوضح المؤرخ عبد العزيز الزير، لـ”أخبار 24″، أن الشارع سُمي على اسم الشاعر الجاهلي مأمون ابن القيس، المعروف بلقب “صناجة العرب”. هذا الاسم يرمز إلى التراث الأدبي الغني الذي تحمله المنطقة.
وأضاف الزير، أن معهد النور للمكفوفين يُعتبر من أبرز المعالم التي أُنشئت في هذا الشارع. حيث أُسس المعهد في الستينيات الميلادية، بأمر من الملك سعود، واستمر في تقديم خدماته حتى نهاية السبعينيات، حيث انتقلت مدرسة ابن خلدون إلى المبنى نفسه.
وذكر أن الشارع يُعرف أيضاً بجسره العالي، الذي أُنشئ أثناء تركيب الجسور الحديدية في الرياض. فأصبح الجسريدان المتقاطعان فوق بعضهما حديث السكان في تلك الفترة، مبينًا أن بعض السائقين كانوا يتجنبون السير عليه بسبب ارتفاعه، مما أضفى طابعاً فكاهياً على التجربة.
وأكد الزير، أن مسجد العشيوان يعد من المعالم المهمة في الشارع، حيث يعود تاريخه إلى نخل العشيوان القديم، ويتم ترميم المسجد بشكل دوري، مما يساعد على الحفاظ على تاريخ الحي وروح المكان. ويُعتبر المسجد مكاناً اجتماعياً أيضاً، حيث يجتمع الناس لأداء الصلوات ولتبادل الأخبار.
ويشتهر الشارع بمركز الخدمة الاجتماعية الذي أُنشئ في الستينيات، والذي احتوى على مركز صحي وثقافي ومرافق رياضية. كان يديره الأستاذ علي الخرجي، الرسام الكاريكاتيري المعروف، مما أضاف بُعداً ثقافياً واجتماعياً للمنطقة.
وكانت مدرسة علي بن أبي طالب الابتدائية أيضاً من المعالم البارزة، حيث تخرج منها العديد من الشخصيات المعروفة في المجتمع، بما في ذلك الأطباء والمهندسون وضباط عسكريون مشهورون.
وفي السنوات الأخيرة، شهد شارع الأعشى تجديدات ملحوظة، حيث تم إعادة تأهيل بعض المعالم وتحسين الخدمات العامة. في الشارع الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من نسيج مدينة الرياض، حيث تحمل كل زاوية فيه حكاية، وكل معلم ذكريات وأحداثا لسكانه. في شكل يُظهر ترابط التراث والتاريخ مع الحداثة التي تشهدها مدينة الرياض.