لماذا سُمّي برنامج بيغاسوس بهذا الاسم؟ القصة الحقيقية وراء التسمية
في عالم الأمن السيبراني والتجسس الرقمي، برز اسم “بيغاسوس” كواحد من أكثر برامج التجسس تطورًا وإثارة للجدل. ولكن، لماذا اختير هذا الاسم تحديدًا؟ في هذا المقال، نستعرض أصل تسمية البرنامج، خلفيته التقنية، استخداماته، والجدل المثار حوله.
ما هو بيغاسوس ولماذا أُطلق عليه هذا الاسم؟
أصل التسمية المستوحى من الأساطير
تمت تسمية برنامج التجسس “بيغاسوس” تيمنًا بالحصان الأسطوري المجنح في الميثولوجيا الإغريقية. وفقًا للأساطير، ظهر بيغاسوس من دماء ميدوسا بعد أن قطع البطل بيرسيوس رأسها، وكان يُعرف بسرعته الفائقة وقدرته على الطيران.
يُعتبر هذا التشبيه رمزيًا، حيث يعكس السرعة الفائقة للبرنامج في اختراق الأجهزة والتنقل خلسةً بين الأنظمة الرقمية، تمامًا كما كان الحصان الأسطوري يطير بحرية في السماء.
ما هو برنامج بيغاسوس؟ نظرة تقنية متعمقة
تعريف برنامج بيغاسوس
بيغاسوس هو برنامج تجسس متقدم طوّرته شركة NSO Group الإسرائيلية، وهو مصمم للتسلل إلى أجهزة الهواتف الذكية دون علم المستخدم، مما يسمح للمهاجمين بالوصول إلى البيانات الحساسة.
كيف يعمل بيغاسوس؟
يعتمد البرنامج على تقنيات متطورة لاختراق الهواتف الذكية العاملة بأنظمة iOS وأندرويد. تتم عمليات الاختراق عبر:
- إرسال رسائل نصية أو بريد إلكتروني تحتوي على روابط خبيثة.
- استغلال ثغرات أمنية في التطبيقات أو أنظمة التشغيل.
- الاختراق عبر المكالمات الهاتفية حتى بدون رد المستخدم.
بمجرد التثبيت، يستطيع بيغاسوس:
- تسجيل المكالمات والرسائل.
- الوصول إلى الكاميرا والميكروفون.
- تتبع الموقع الجغرافي.
- استخراج البيانات المخزنة على الهاتف.
الاستخدامات والجدل حول بيغاسوس
من يستخدم بيغاسوس؟
تم تسويق البرنامج للحكومات والجهات الأمنية حول العالم لاستخدامه في:
- مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
- التجسس على المشتبه بهم في قضايا أمنية.
هل يتم استخدامه لأغراض أخرى؟
رغم الهدف المعلن، كشفت تقارير عن استخدام بيغاسوس للتجسس على:
- صحفيين ونشطاء حقوقيين.
- سياسيين ودبلوماسيين.
- شخصيات بارزة في المجتمع المدني.
ردود الأفعال العالمية على برنامج بيغاسوس
الانتقادات الموجهة لبيغاسوس
في عام 2021، سربت تحقيقات صحفية أدلة على استخدام بيغاسوس للتجسس على شخصيات معروفة في عدة دول. وقد أدى ذلك إلى:
- مطالبات بفرض قيود على بيع برامج التجسس.
- ضغوط دولية على شركة NSO لوقف بيع البرنامج لدول معينة.
- دعاوى قضائية ضد الشركة بسبب انتهاكها حقوق الخصوصية.
موقف شركة NSO
نفت NSO الاتهامات وأكدت أن البرنامج يباع فقط للحكومات لمحاربة الإرهاب والجريمة. كما أوضحت أن أي إساءة استخدام تقع على عاتق الجهات التي حصلت على البرنامج.
التأثير العالمي لبيغاسوس: هل نحن بحاجة إلى قوانين جديدة؟
أثارت قضية بيغاسوس جدلًا عالميًا حول أخلاقيات التجسس الرقمي وحقوق الأفراد في الخصوصية، مما دفع الحكومات والمنظمات الحقوقية للمطالبة بوضع تشريعات دولية تنظم استخدام برامج المراقبة والتجسس.
هل يمكن تحقيق توازن بين الأمن القومي وحماية الخصوصية؟ هذا هو التحدي الذي يواجه العالم اليوم.
الخاتمة
يكشف لنا اسم “بيغاسوس” عن دلالات رمزية مستوحاة من الأساطير، لكنه يمثل اليوم أحد أكثر أدوات التجسس إثارة للجدل. ومع استمرار الجدل حول استخدامه، يبقى السؤال: هل يمكن ضبط التكنولوجيا بحيث تخدم الأمن دون المساس بالخصوصية؟