السديس في خطبته: الأيام المباركة فرصة لمراجعة النفس وتهدئة النفوس من الخلافات
دعوة السديس إلى تقوى الله ومراجعة النفس في الأيام المباركة
في خطبته اليوم، حث إمام وخطيب المسجد الحرام، فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، المسلمين على تقوى الله عز وجل، مشيرًا إلى أن الصيام هو جوهر العبادة التي تهدف إلى تربية النفس والارتقاء بها نحو الخير والإيمان. وقد استشهد بآية القرآن الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة: 183).
الصيام والروح الإيمانية
قال السديس في خطبته أن الله شرع الصيام ليعيد للمسلم تجديد روح العبادة، وأن هذا الشهر الكريم يمثل فرصة لتحسين الأخلاق والارتقاء بالنفس. وقد أشار إلى أن العبادة في رمضان ليست مقتصرة على الامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل تشمل العمل على تقوية الإيمان والنفس، وتهذيب الجوارح.
الدعوة لوحدة الصف ونبذ الخلافات
وفي سياق حديثه عن أهمية رمضان، أكد السديس أن هذه الأيام المباركة تمثل فرصة لمراجعة النفس وإصلاح العمل، والعمل على نبذ الخلافات والتفرقة بين المسلمين. وأكد على ضرورة التعاون على البر والتقوى، مع السعي لتطوير العلاقات الإنسانية عبر الحوار العقلاني.
س: كيف يمكن الاستفادة من أيام رمضان في إصلاح النفس؟
ج: يمكن الاستفادة من رمضان في تعزيز الروح الإيمانية، من خلال الاهتمام بالأعمال الصالحة كالتصدق والصلاة وتلاوة القرآن، فضلاً عن تعزيز العمل الجماعي والابتعاد عن النزاعات.
أهمية الجود والإحسان في رمضان
خلال خطبته، أكد السديس على أهمية البذل والعطاء في رمضان، موضحًا أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس في هذا الشهر المبارك. وأوصى المسلمين بالإكثار من الأعمال الخيرية، مؤكدًا أن كل عمل خيري يعود بالفائدة على المجتمع، سواء كان من خلال التبرعات أو الدعم للأعمال الإغاثية.
س: لماذا يعتبر رمضان شهر الجود؟
ج: لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعظم أعمال الخير في رمضان، ويحث المسلمين على الإكثار من الصدقة والإحسان، ما يعكس قيمة العطاء في هذا الشهر المبارك.
دعم الأعمال الخيرية والمنظمات الإنسانية
كما أشاد السديس بالدور الهام الذي تلعبه المؤسسات الخيرية مثل مركز الملك سلمان للإغاثة ومنصة إحسان، مشيرًا إلى الدعم المستمر من الحكومة السعودية لتعزيز العمل الخيري داخل المملكة وحول العالم. وأكد أن هذا الدعم يساهم في تقليص ظاهرة التسول ويعزز قيم العمل المنتج والسعي الحثيث لتحقيق المنفعة العامة.
س: كيف يمكن للمنظمات الخيرية أن تسهم في تحسين المجتمع؟
ج: من خلال دعم المشاريع المستدامة التي تعود بالنفع على المجتمع، مثل بناء المستشفيات، حفر الآبار، ودعم التعليم. وتساهم هذه المنظمات في تحقيق التنمية المستدامة في جميع المجالات.
زكاة المال وأهمية العطاء المستمر
دعا السديس في خطبته إلى أهمية إخراج الزكاة والصدقات خلال هذه الأيام المباركة، مؤكدًا أن العطاء يمكن أن يتحقق من خلال الأوقاف والمحافظ الوقفية التي تساهم في مشاريع تعود بالنفع على المجتمع. كما أشار إلى أن الأعمال الخيرية المستدامة تعتبر من أفضل الطرق لتحقيق الأجر المستمر.
س: ما هي أهمية إخراج الزكاة في رمضان؟
ج: الزكاة تعتبر من أركان الإسلام وتساهم في تنقية المال وتعزيز التكافل الاجتماعي، خاصة في رمضان، الذي يعد وقتًا مثاليًا لإحياء هذه العبادة.
فرصة لإصلاح النفس والعمل الصالح
اختتم السديس خطبته بالتأكيد على أن رمضان هو شهر النشاط والعمل، وأنه يمكن للمسلمين استغلال هذه الفرصة لتحقيق الإنجازات الروحية والدنيوية، مع دعوة للتوبة والرجوع إلى الله بالعمل الصالح.